موضوع: كلمة عميد الكلية السبت ديسمبر 09, 2017 7:30 pm
تعد كلية التربية بجامعة السلطان قابوس إحدى مؤسسات التعليم العالي المشهورة في السلطنة، ومما زادها شهرة وسمعة حصولها – بعون الله تعالى وتوفيقه - على الاعتماد الأكاديمي الدولي من المجلس الوطني لاعتماد برامج إعداد المعلم NCATE في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان ذلك حدث كبير في تاريخ جامعة السلطان قابوس، وبصمة نجاح بارزة في مساعي الجامعة لتحقيق المعايير الدولية في جميع برامجها الأكاديمية. وهذا الإنجاز يعد مصدر فخر واعتزاز للكلية وللجامعة وللسلطنة ككل؛ لأن ذلك جعل الجامعة واحدة من الجامعات القليلة - خارج الولايات المتحدة الأمريكية - التي تمكنت بنجاح من الحصول على الاعتماد الأكاديمي لمؤسسة CAEP، خصوصا وأنها حصلت على هذا الاعتماد من أول محاولة، وكانت نتيجة التقييم "ليس هناك ما يحتاج تحسينه". وحرصا من الكلية على الاستفادة من هذا الإنجاز الكبير الذي حققته، نظمت المؤتمر الدولي الرابع في الجامعة بعنوان "الاعتماد الأكاديمي: الطريق نحو الاستدامة في جودة التعليم" المنعقد في الفترة 14-17 نوفمبر 2016. وكان حدثا علميا وتربويا ترك صداه محليا وإقليميا ودوليا، فقد حضره العديد من العلماء المشهورين، والتربويين المحترفين من مختلف المؤسسات التعليمية في 24 دولة من دول العالم، وقدمت فيه ما يقارب من 275 ورقة.
وقد كان أحد أهم إنتاج للاعتماد الأكاديمي هو الإطار المفاهيمي للكلية، فهو يعتبر أساسا مهما ومنطلقا ضروريا لتوحيد برامج إعداد المعلم في الكلية، وهو يتألف من خمسة محاور: التمكن الأكاديمي والخبرات الميدانية، والتنوع في التدريس، والثقافة البحثية والتعلم مدى الحياة، والاتجاهات والقيم ، والمهارات التكنولوجية، وهذه المحاور تصف المعارف والمهارات والخبرات والاتجاهات التي لا بدّ أن يظهرها خريجنا لكي يصبح خريجا متميزا.
وما كان ذلك ليتحقق كله لولا فضل الله، ثم اتصاف أعضاء هيئة التدريس والعاملين في كلية التربية بهمة التميز، فقد عملوا بشكل دؤوب ومستمر، وبعزيمة لا تكل، في تحقيق الجودة من خلال تطوير البرامج، والنمو المهني في المجالات المختلفة؛ التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
إنّ أمامنا طريقًا طويلآ، ولكن رحلتنا مستمرة؛ فمهمة ترسيخ جودة التعليم لن تنتهي، والتحدي الحقيقي يكمن في مدى قدرتنا على تحقيق جودة التعليم واستدامته. ودعوتنا الاستمرار في التميز في التعليم والشغف في نيل المعرفة. ومع الدعم المستمر من أعضاء هيئة التدريس وطلبتننا والمجتمع المهني، ومع القيادة الحكمية لإدارة الجامعة سوف نكون – بعون الله تعالى - دوماً محققين لهذا الطموح " معاً للتميز" ونجعل ذلك راسخا في مسيرتنا.